من ست وخمسون عاماً وضع المرحوم زياد السباعي اللبنات الأولى للدار انطلاقاً من أفكار تربوية أساسية راودته لإغناء العملية التربوية ، والمساهمة الجادة في مسارها الصحيح ، خلال طموح بناء لازمه طوال حياته ، وكانت تلك الأفكار هي البداية كي ينتقل المتعلم من الأسلوب النظري في التعلم إلى الأسلوب العملي بوساطة الوسائل المعينة ، فاستقطب حوله مجموعة من رجالات التربية الأوائل بكافة الاختصاصات ليكونوا عوناً ، ومرشداً له من أجل المساهمة في تنفيذ تلك القفزة النوعية ، وإعداد الخبرات التربوية والعلمية والاجتماعية ، واللغوية اللازمة في تصنيع الوسائل التعليمية المعينة لتوضيح غموض المواد والمناهج ، ثم وضع اللبنة الثانية في مضمار أدب الأطفال وإكسابهم الخبرات التربوية والمفاهيم الأساسية المواكبة لنموهم في كافة مجالات النمو ، وراعى في هذا المنحى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، فكان عملاً دؤوباً مستمراً ، وجهداً شاقاً كبيراً سار على دربه حتى انتهاء الأجل ، واستلم أبناؤه من بعده المسيرة ، وتابعوا خطاه وانطلقوا بهذا العمل النبيل لأبنائنا الأعزاء بحداثة وتطور ، وتجديد ، مواكبة مع التسرع المعرفي ، والمنطلقات التربوية الحديثة .
هذه دارنا في سطور ، والدرب طويــل .... وأمامنا أوراق كثيرة وسطور سننقلها جيلاً بعد جيل .